تجرى مشاورات على مستويات دولية مختلفة للتحرك عسكريا ضد النظام السوري خارج إجماع مجلس الأمن. في حين حذر الرئيس السوري بشار الأسد الولايات المتحدة من ضرب بلاده، وعبرت روسيا عن قلقها الشديد إزاء الحديث عن استعدادات لهجوم عسكري على سوريا.
وفي أحدث التطورات قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إنه من الممكن الرد على استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا دون موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع.
ومن جهتها أكدت الحكومة البريطانية أنها تستعد لمهمة عسكرية في سوريا، ولم تستبعد استدعاء البرلمان من عطلته للتصويت على ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث يطالب بذلك أكبر حزبين في مجلس العموم البريطاني.
وقال متحدث باسم الحكومة في لندن اليوم الاثنين إنه يتعين على الحكومة أن تحصل على إمكانية "التصرف بسرعة جدا في حالة الضرورة".
وذكر تقرير لصحيفة "تايمز" البريطانية أنه من المقرر أن يلتقي رئيس الأركان البريطاني نيك هاوتون نظيره الأميركي مارتن ديمبسي. موضحة أن الجيشين يفضلان حاليا قصف مواقع سورية من سفن.
أوغلو: إذا تشكل تحالف دولي ضد سوريا ستأخذ تركيا مكانها فيه (رويترز)تحالف دولي
من جهته قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الاثنين إن بلاده ستنضم إلى أي تحالف ضد سوريا "حتى إذا لم يتسن التوصل إلى توافق أوسع في الآراء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأضاف متحدثا لصحيفة "ميليت" أنه "دائما ما نعطي أولوية للتحرك مع المجتمع الدولي بقرارات من الأمم المتحدة، لكن إذا لم يتبلور مثل هذا القرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فإن بدائل أخرى ستدخل في الأجندة".
واستطرد أوغلو: حاليا هناك 36 أو 37 دولة تبحث هذه البدائل، إذا تشكل تحالف ضد سوريا في هذه العملية ستأخذ تركيا مكانها في هذا التحالف. أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فقال الاثنين إنه لم يتخذ قرار بعد بشأن التدخل العسكري في سوريا ردا على الهجوم الكيمياوي، لكنه أضاف أن كل الخيارات مطروحة، وأن هذا سيتقرر خلال الأيام القليلة القادمة.
الأسد يحذرمن جهته وصف الأسد في مقابلة مع صحيفة ازفستيا الروسية الاثنين الحديث عن استخدامه السلاح الكيمياوي بأنه يخالف العقل والمنطق. رافضا اتهامه باستخدام أسلحة كيمياوية بوصفها ذات دوافع سياسية.
وأضاف أن الاتهامات الموجهة لسوريا بموضوع الكيمياوي "مسيسة بالمطلق" وتأتي على خلفية التقدم في مواجهة من وصفهم بـ"الإرهابيين".
الأسد: جميع عقودنا مع روسيا أنجزت وروسيا تمدنا بما نحتاجه (الجزيرة) وحذر الأسد واشنطن من أن أي تدخل عسكري أميركي سيفشل، مضيفا أن "الإخفاق ينتظر الولايات المتحدة مثلما حدث في كل الحروب السابقة التي شنتها ابتداء بفيتنام وحتى الوقت الراهن".
وأعلن الأسد أن "كل العقود التي تم التوصل إليها مع روسيا أنجزت" في إشارة لعقود السلاح، مضيفا أن روسيا "تقوم بإمداد سوريا بما تحتاجه للدفاع عن نفسها وعن شعبها". دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
وقال الأسد إنه إذا كان هناك من يحلم بأن سوريا ستكون دمية غربية فهذا حلم لن يتحقق، متعهدا بمواصلة ملاحقة معارضه، ومتهما من يواجههم بأنهم "تكفيريون يحملون فكر القاعدة" و "قلة معهم من الخارجين عن القانون".
وهاجم الرئيس السوري تركيا، واتهمها بالانقياد "لدولة خليجية" محملا مسؤولية ذلك "لرئيس الحكومة التركية (رجب طيب أردوغان) وليس الشعب التركي".
وبشأن مؤتمر جنيف قال إن المهمة هي دعم المسار والحل السياسي في سوريا، لكنه جدد تأكيده على أنه لا يمكن البدء بالمسار السياسي قبل وقف دعم ما سماه الإرهاب من الخارج والضغط على الدول التي تدعمه.
روسيا قلقةمن جهتها عبرت روسيا عن قلقها من احتمال قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري في سوريا.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حث على ضبط النفس، وشدد -لدى تحدثه مع نظيره الأميركي الأحد- على أن البيانات الرسمية -التي صدرت من واشنطن في الأيام الأخيرة عن استعداد القوات المسلحة الأميركية للتدخل في الصراع السوري- قوبلت في موسكو بقلق عميق.
وكانت دعت روسيا "بحزم" كل من يحاول "فرض" نتائج التحقيق على مفتشي الأمم المتحدة ويعلن عن إمكانية استخدام القوة العسكرية ضد سوريا إلى "تحكيم العقل وعدم ارتكاب أخطاء مأساوية".
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إن مهاجمة سوريا بحجة استخدامها سلاحا كيمياويا ضد شعبها "سيحرق المنطقة"، فيما حذرت حليفتها إيران الولايات المتحدة من العواقب الوخيمة لضربة عسكرية محتملة ضد قوات الأسد.