عنترة بن شداد العبسي
***
عنترة بن عمرو بن شداد وشداد جده غلب على اسم أبيه ، وإنما أدعاه أبوه بعد الكبر وذلك أنه كان لأمة سوداء يقال لها زبيبة وكانت العرب في الجاهلية إذا كان للرجل منهم ولد من أمة أستعبده ، كان بعض أحياء العرب قد أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم وعنترة فيهم ، فقال له أبوه : كر يا عنترة قال : العبد لا يحسن الكر ، إنما يحسن الحلاب والصَّر، فقال : كر وأنت حر فكرَّ وهو يقول :
أنا الهجين عنترة * كل امرئ يحمي حره
أسـودة وأحمرة * والواردات مشفـرة
فقاتل وأبلى واستنقذ ما كان بأيدي عدوهم من الغنيمة فادّعاه أبوه وألحق به نسبه وكان لا يقول من الشعر إلا بيتين أو ثلاثة حتى سابه رجل من بني عبس فرد عليه وافتخر بأفعاله في الغزوات والغارات وكان أول ما قال : هل غادر الشعراء من متردم
:316:
وهي بعض قصائده:
بمهندي نلت العلاحـكم سـيوفك فـي رقاب iiالعذل
وإذا نـزلت بـدار ذل iiفـارحل
وإذا بـليت بـظالم كـن iiظـالماً
وإذا لـقيت ذوي الـجهالة iiفاجهل
وإذا الـجبان نـهاك يـوم iiكريهة
خـوفاً عليك من ازدحام iiالجحفل
فـاعص مـقالته ولا تـجفل بها
وأقـدم إذا حـق الـلقا في iiالأول
واخـتر لـنفسك مـنزلا تعلو iiبه
أو مـت كريماً تحت ظل iiالقسطل
فـالموت لا يـنجيك مـن iiآفاته
حـصنُ ولـو شـيدته iiبـالجندل
مـوت في الفتى في عزه خير iiله
مـن أن يبيت أسيرّ طرفٍ أكحل
إن كـنت فـي عدد العبيد iiفهمتي
فـوق الـثريا والـسماك iiالأعزل
أو أنـكرت فرسان عبس iiنسبتي
فـسنان رمـحي والحسام يقر iiلي
وبـذابلي وبـمهندي نـلت العلا
لا بـالـقرابة والـعديد الأجـزل
ورميت رمحي في العجاج فخاضة
والـنار تـقدح من شفار iiالأنصل
خـاض الـعجاج محجلاً حتى iiإذا
شـهد الـوقيعة عاد غير iiمحجل
ولـقد نـكبت بـني حريقه iiنكبة
لـما طـعنت صميم قلب الأخيل
وقـتلت فـارسهم ربـيعة iiعنوة
والـهيذبان وجـابر بـن iiمهلهل
وابـني ربـيعة والحريش iiومالكاً
والـزربقانُ غـدا طريح iiالجندل
وأنـا ابـن سـوداء الجبينِ iiكأنَّها
ضـبع ترعرع في رسوم iiالمنزل
الـساق مـنها مـثل ساق iiنعامة
والـشعر مـنها مثل حب iiالفلفل
والـثغر مـن تـحت اللثام iiكأنه
بـرق تـلألأ في الظلام iiالمسدل
يـا نـازلين على الحمى iiوديارهِ
هـلا رأيـتم في الديار تقلقلي ii؟
قـد طـال عزكم وذلي في الهوى
ومـن الـعجائب عـزكم iiوتذللي
لا تـسقني مـاء الـحياة بذلة iiبل
فـاسقني بـالعز كـأس iiالحنظلِ
مــاء الـحـياة بـذلة iiكـجهنم
وجـهنم بـالعز أطـيب مـنزل
:316:
إذا كشف الزمان لك القناعا :
إذا كـشـفَ الـزمـانُ لـك iiالقناعا ومـدّ إلـيـك صـرفُ الـدهـرِ iiبـاعـا
فـلا تـخـشَ الـمـنـيـةَ iiوالـتـقيها ودافـعْ مـا اسـتـطعتَ لها دِفاعا
ولا تــخــتـرْ فِـراشـاً مـن iiحـريـرٍ ولا تــبــكِ الـمـنـازلَ iiوالـبِـقـاعـا
وحَــولـكَ نِـسـوةٌ يَـنـدبـنَ iiحُـزنـاً ويَــهْـتِـكـنَ الـبـراقـع والـلِّـفـاعـا
يـقـول لـك الـطبيب دواك عندي إذا مــا جــس كــفـك والـذراعـا
ولــو عــرفَ الــطـبـيـبُ دواءَ iiداءٍ يَـرُدُّ الـمـوتَ مـا قـاسى iiالنزاعا
وفـي يـوم الـمـصـانـع قـد تـركنا لَــنـا بِـفـعـالـنـا خـبـراً مُـشـاعـا
أقـمـنـا بـالـذوابـلِ سـوقَ حـربٍ وصَـيـرنـا الـنـفـوسَ لـهـا مـتـاعا
حِــصــانـي كـان دَلّال iiالـمـنـايـا فـخـاضَ غُـبـارهـا وشـرى وباعا
وسـيفي كان في الهيجا طبيباً يُـداوي رأسَ من يشكو الصُداعا
أنــا الـعـبـدُ الـذي خُـبـرتَ عـنـه وقـد عـايـنـتـنـي فدعِ iiالسماعا
ولـو أرسـلـتُ رُمـحـيَ مع جَبانٍ لـكـان بـهـيـبتي يَلقى السباعا
مَلأتُ الأرضَ خوفاً من حُسامي وخَـصـمي لم يجدْ فيها iiاتساعا
إذا الأبـطـال فـرَّتْ خـوفَ بأسي تــرى الأقــطــارَ بــاعـاً أو ذِراعـا