حذّر خبراء في الأمن من “استفاقة” جديدة للجماعات الإرهابية في الساحل، تفضي إلى تمكنهم من شن هجمات إرهابية، على غرار اعتداء تيڤنتورين مطلع العام الجاري. واعتبر الخبراء أن ملاحقة أجهزة أمن دول الساحل للمجموعات الإرهابية، شلّ نشاطها، لكنها تسعى للعودة من جديد بشكل أكثر ضراوة.
ويعتبر خوسي ماديرا، مدير “المركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب”، أن الجماعات الإرهابية في الساحل “خسرت المعركة”، لكنه حذّر من مغبة تراخي يتيح لها فرصة الانتشار من جديد بعد أن شلت بفعل الضربات الأمنية في الأشهر الأخيرة. وقال ماديرا، أمس، قبيل انطلاق عمل ورشة تكوين لفائدة ضباط أمن ينتمون لـ13 دولة إفريقية، بالمركز الكائن بالعاصمة “يجب أن نكون حذرين والتحالف ضد الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة المخدرات، صار أمرا ملحا يتطلب الاستعانة بأدوات أكثر فعالية”، وتابع “رغم أن الجماعات الإرهابية تظهر مشلولة، إلا أننا يجب العمل سويا من أجل مواصلة مكافحة الإرهاب”، مشيرا إلى أن “الإرهابيين وخاصة التابعين لجماعة الملثمين لمختار بلمختار، ومجموعات تابعة للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يعملون على تجنيد أهالي في الصحراء، في إطار مساعي للتكيف مع واقع جديد، إذ أنهم يعملون على إعادة بعث النفس في نشاطهم بعد العمليات التي قاموا بها في “تيڤنتورين” بالجزائر وفي “ارليت” بالنيجر، وفي نيجيريا كذلك من خلال نشاط مجموعة “بوكوحرام”. ودعا ماديرا قادة الاستخبارات الأمنية لدول الساحل إلى تكثيف لقاءاتهم من أجل تعزيز تبادل المعلومات حول تحركات الجماعات الإرهابية، في مسعى عبّرت ألمانيا التي حضر سفيرها بالجزائر ورشة التكوين، أمس، عن استعدادها لإمداد مصالح أمن هذه الدول بتقنيات متطورة ترصد تحركات المجموعات الإرهابية والتنظيمات الإجرامية، بما يمكّنها من إحباط عمليات إرهابية قبل حدوثها. وأكد ممثل الجزائر في الورشة، حميد بوكروف، على هامش الأشغال، أن مكافحة الإرهاب صارت تتطلب تقنيات حديثة في تحليل المعلومات بصفة مسبقة تفضي في النهاية إلى تفكيك نشاط العناصر الإرهابية. وأشار مدير المركز إلى ما يفهم منه أن مساعي مكافحة الإرهاب، خاصة على الحدود، لم تكن في مستوى التطلعات، حينما قال “الملاحظ أن العديد من الإرهابيين يجولون بصفة عادية على الحدود مع ليبيا، وكذلك على الحدود المالية. كما أن هناك جهاديين مازالوا يلتحقون بمالي”. وأكد أن “محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة وتجارة السلاح، تتطلب نفسا جديدا”.