اولاد زيد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اولاد زيد

منتدى لكل الفئات ولكل الافكار والاراء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 النار هدأت لكنها لم تنطفئ ببرج باجي مختار

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
la brunette hoyame

la brunette hoyame


عدد المساهمات : 124
تاريخ التسجيل : 28/08/2013
العمر : 32
الموقع : الجزائر.تيميمون

النار هدأت لكنها لم تنطفئ ببرج باجي مختار Empty
مُساهمةموضوع: النار هدأت لكنها لم تنطفئ ببرج باجي مختار   النار هدأت لكنها لم تنطفئ ببرج باجي مختار I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 02, 2013 8:54 am

العرمـالي تصــدِّر ”الفتنة” إلى الجزائــــر
والتوارق يصفون حساباتهم في جنوب الجزائر مافيا المخدرات والسلاح تهدد الجزائر بحرب أهلية
تحوّلت مدينة برج باجي المختار الحدودية، خلال السنوات الأخيرة، إلى مستقر للفارين من الحروب والمجاعات، ومأوى للناجين من باقي المصائب الأخرى، ومع ذلك لم تعرف منذ أمد طويل نزاعا قبليا عشائريا بين التوارق والأجناس الأخرى تسبب في سقوط أرواح وخسائر مادية معتبرة من نحو ما حصل هذه المرة. فرغم مساعي الصلح بين الفرقاء من أبناء المنطقة التي نجحت في إطفاء نار الفتنة وإعادة الحياة إلى المنطقة، إلا أن العارفين بتداعيات الوضع على الحدود مع دولة مالي والساحل بشكل عام، يقولون، إن ما حصل في البرج ما هو إلا امتداد للحرب الدائرة في شمال مالي التي فلتت من الرقابة وأصبحت أجندة في مخططات بعض الدول والمافيا الاقتصادية، الساعية إلى خلق بؤرة توتر في الصحراء، لاسيما بعد اكتشاف معادن نفيسة على الحدود بين الجزائر والنيجر ومالي... فهل أصبحت البرج هدفا في مخططات الآخرين. وهل يمكن أن نصدق أنه بسبب سرقة محل تندلع حرب أهلية؟
❊ عندما وصلنا إلى رڤان في حدود الساعة السابعة صباحا، قادمين من تمنراست في رحلة دامت 12 ساعة، وجدنا هدوءا حذرا يخيم على المدينة الكسولة التي لا تفتح فيها أبواب المقاهي والمحلات التجارية إلا بعد الثامنة صباحا، بسبب الحرارة المرتفعة، وزاد من ثقل الجو حركات الناس المتثاقلة.
رڤان.. مدينة الخوف
لمسنا حالة خوف لدى أهل المنطقة ممزوجة بحالة ترقب لشيء ما قد يأتي، فالأعين تراقب الأعين والمدينة مختزلة في شلة من الشباب كانوا قد تحلقوا حول مقهى، وضجيج بعض السيارات، وقليل من الناس ممن قصدوا مبنى البريد والمواصلات.
عندما رأينا سيارات الشرطة تمشط شوارع رڤان بانتظام، وأخرى مدنية تقوم بدوريات، راحت الصورة تتشكل في أذهاننا، من أن الوضع متوتر في رڤان التي تعيش ارتدادات ”شبه” الحرب الأهلية التي دارت رحاها في برج باجي مختار. فرڤان هي أرض يتقاسمها التوارق والعرب، يقول أحد المسؤولين بالمستشفى الذي صرح لنا بأن ستة من الجرحى في أحداث البرج ممن تلقوا العلاج في رڤان سيغادرون مساء على متن سيارة الإسعاف إلى برج باجي مختار.
لكن طريقة تمشيط شوارع رڤان من قبل سيارات مصالح الأمن، وتوقفها في كل مرة عند مكان توقف الحافلات، يؤشر إلى أن الأمن بصدد البحث عن مشتبه فيهم في أحداث البرج، وتحوز على معلومات بأن الوضع مرشح للانفجار في أي لحظة. وفي الواقع، إن الوضع الذي كان سائدا في رڤان، لمسنا فيه تشكّل حقد بين التوارق والعرب، بات جليا في طريقة تجمع الناس في الشوارع والمقاهي والساحات العمومية وفي المعاملات، ولو أن أهل المنطقة ممن تحدثوا إلينا قالوا إن منطقتهم لم تعرف تاريخيا نزاعا بين التوارق والعرب أخد شكلا راديكاليا مثل الذي شهدته البرج أخيرا. ولأن وجهتنا الرئيسية هي برج باجي مختار التي تبعد بنحو 650 كيلومتر عن رڤان، ما كان علينا إلا التقرب من مكان توقف سيارات رباعية الدفع التي يشتغل أصحابها على خط رڤان ـ برج باجي مختار. وعلى مقربة من شبه المحطة توقفت مركبة بالقرب منا، واطلعنا صاحبها بأنه سيغادر باتجاه برج باجي مختار في حدود الساعة الرابعة مساء. ولكن الخوف كان يملأ عليه الآفاق كالوسواس، فهو الذي قال لنا: عندما يسألكم أي كان ما هي وجهتكم لا تجيبوه، والأمر نفسه إذا حدث والتقينا بقطّاع طرق في الصحراء. بل والتفت إلى باقي المسافرين مطمئنا إياهم على أنه لن يغادر بمفرده، بل هناك سيارة رباعية الدفع أخرى سترافقنا، في إشارة إلى تبديد مخاوف البعض مما قد تخفيه الطريق، مع العلم أن من يحتكر النقل بأدرار، ورقان، وبرج باجي مختار، وتيمياوين، وتين زاواتين، وتمنراست كلهم توارق. وربما أن المصير الذي لقيه أحد الناقلين الذي يشتغل على خط برج باجي مختار ـ تمنراست في عمق الصحراء قبل نحو 15 يوما، هو الذي شكّل هاجسا لباقي الناقلين، حيث قتل بالسيف على يد مجموعة مجهولة وأحرقت سيارته، استنادا للروايات التي مازالت تردد هناك.
فالداخلون إلى برج باجي مختار ليسوا كالخارجين منها، فالداخلون إليها ملزمون بتقديم أنفسهم للشرطة للحصول على رخصة المرور، رخصة مطلوبة عند كل الحواجز الأمنية التي مررنا عليها، مع أن هذا الأمر يدعو للتساؤل عن الفائدة من حيازة هذه الوثيقة طالما أن ثلاثة أشخاص ذي البشرة السوداء كانوا برفقتنا لا يحوزون بتاتا على وثائق هوية، ومع ذلك سمح لهم بالمرور.
لكن الشيء الذي شد انتباهنا في حدود الساعة الثامنة صباحا ونحن على بعد 20 كيلومترا من برج باجي مختار هو موكب الوفد المشكل من أعيان الجنوب، العائدين إلى أدرار، يتقدمهم والي هذه الأخيرة. كان الوالي ومرافقوه يتحاشون السير على الطريق المزفتة خوفا على سياراتهم، مفضلين المسالك الرملية، لأن الطريق التي يزعمون أنها مزفتة تحوّلت إلى شريط ممتد من الحفر، إنها صورة كاريكاتورية بامتياز تدفع إلى طرح مزيد من الأسئلة عن التنمية في برج باجي مختار.
حركة محتشمة ونفوس متعبة وندرة في المواد الغذائية..
فتشنا عن مدينة برج باجي مختار عندما دخلناها في حدود الساعة التاسعة صباحا، وجدناها في حركات الناس المحتشمة الذين لم يصدقوا أن الهدوء، ولو أنه حذر، عاد إلى المنطقة، بعد أن فتحت بعض محلات بيع مستلزمات الهاتف النقال والمواد الغذائية أبوابها، وكذا بعض المقاهي التي شكّلت ملجأ لعشرات الشباب أغلبيتهم من الجيش الوطني الشعبي، فيما بقي أصحاب المحلات الأخرى القريبة من الأحياء الموصوفة بالساخنة، متحفظين ويترقبون انفراجا أكثر للوضع. فتشنا عن المدينة، وجدناها في نفوس الناس المتعبين الخارجين من ”حرب أهلية” يجرون خسائر بشرية ومادية وينتظرون اتضاح الرؤية المستقبلية، ناهيك عن الذين فرضت عليهم مأساة لا ذنب لهم فيها، كأولئك الذين لم يجدوا حتى ما يأكلون بعد أن أغلقت المحلات أبوابها ونفذت كثير من المواد الغذائية والتهبت أسعار مواد أخرى، بحسب ما صرح به لنا عدد من المواطنين. فعودة الحياة تدريجيا إلى برج باجي مختار يرى فيه الناس نعمة ورحمة، ولاسيما الذين جرّبوا معنى الحياة في هذه المنطقة، يقول شاب، وهو صاحب مقهى قضى أسبوعا كاملا داخل محله، ولكنه لم يجرؤ على فتح الباب، وهو الذي كان يدعو الله صباح مساء بألا يلقى المصير الذي لقيه عدد من أصحاب المحلات والمنازل والسيارات التي تعرّضت للحرق والسرقة.
فقد فتحت البلدية والدائرة ومصلحة البريد والمواصلات أبوابها، بعد أن كانت مغلقة لمدة أسبوع. فيما تراجعت، بل وتوقفت حركة النهب والسلب والسرقة وحرق المحلات والبيوت والسيارات منذ ثلاثة أيام، يضيف شاب آخر. بينما عادت عشرات العائلات إلى ديارها بعد أن هجرتها بحثا عن أماكن آمنة في أدرار وتمنراست ورڤان وتيمياوين وتين زاواتين. ولو أن الشيء الذي شاهدناه، هو ندرة المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع، وحتى إن وجدت فبأسعار مرتفعة. فسعر مسحوق الحليب العادي يتراوح بين الـ400 إلى 500 دينار. ويجمع أغلب الناس هناك على أن ذلك راجع لسببين، الأول يكمن في كون الطريق الرابط بين البرج ورڤان كان مقطوعا، والثاني هو المضاربة بالسلع. والندرة نفسها تعرفها الخضر والفواكه، وبدرجة أقل اللحوم. وعلى خلاف ذلك، وصل الوقود إلى المنطقة بعد أن توقفت قبل أسبوع القافلة النصف شهرية المكلفة بتزويد البرج بالوقود بالمنطقة المسماة الـ400 ولم تتمكن من الدخول.
هدوء حذر..
الزائر لبرج باجي مختار يكتشف للوهلة الأولى، هدوءا حذرا ناجما عن غياب الثقة بين الأطراف المتنازعة، لدرجة أن بعض المحلات التابعة للعرب والتوارق بقيت مغلقة، فقد تشكلت حساسيات بين العرب والتوارق ونمت وتحوّلت في ظرف قياسي إلى حقد دفين. فالمقاهي والساحات العمومية والشوارع أضحت مقسمة، وامتدت هذه الحساسيات والأحقاد إلى رڤان وتمنراست وتيمياوين وتين زاواتين. فالرواية التي قدمها لنا بعض السكان الأصليين في البرج بشأن اندلاع الأحداث الدامية بين العرب والتوارق، هي أن أحد الشباب من قبيلة ايدنان الترقية اقتحم محلا لأحد العرب وقام بعملية سرقة، إلا أن صاحب المحل تفطن للأمر وقام بتوقيفه. وبعد مدة من الشجار معه، قام صاحب المحل بقتله، ولكن قبيلة ايدنان لم تصدق أن الشاب الذي ينتمي إليها قد قام بالسرقة فعلا، ما تسبب في اندلاع مواجهات أخذت شكل حرب أهلية دامت أزيد من أسبوع، خلفت، حسب إحصائيات رسمية، 9 قتلى، فيما تقول مصادر أخرى من الأحياء التي كانت مسرحا لهذه المواجهات كالحي الوردي وحي هواري بومدين، إنها تصل إلى نحو 20 قتيلا، وحرق نحو مائة محل تجاري تابع للعرب وقرابة مائة سيارة وعدد من المنازل تعود للتوارق.
الدولة لم تتدخل في الوقت المناسب..
ويقول سكان أصليون لبرج باجي مختار، إن النزاع يدور بين عرب برج باجي مختار ممن لهم امتدادات داخل التراب المالي وقبيلة ايدنان الترقية المتفرعة أيضا إلى عروش، ولها أيضا امتداد حتى داخل التراب المالي، وليس هو بنزاع مختزل بين البرابيش وايدنان، كما يعتقد البعض.
والمتجول في الشوارع التي كانت مسرحا لهذه المواجهات، بوسعه أن يقف على مشاهد الدمار والخراب التي خلّفته عمليات حرق المحلات التجارية والسيارات والمنازل. وصرح حسين طاطي، رجل في الخمسين من العمر وهو من التوارق في شارع هواري بومدين لـ”الخبر”، وهو يقول ”إني فقدت أخي طاطي لولن في هذه الأحداث وحرق منزله عن آخره، بعد أن قتل 4 مسنين بسيارات رباعية الدفع، لينهالوا عليهم فيما بعد بالسيوف والخناجر”. بينما قال صاحب سيارة محروقة بالحي الوردي ”إنها كانت بالمرأب أرغمنا على إخراجها بالقوة من قبل شباب مجهولين، ليقوموا بإحراقها ثم استعملوا القوة لإجبارنا على مغادرة المنزل”. فيما يقول بربوشي بوبكر، وهو من العرب ”إن محله سرق عن آخره ولم يبق به أي شيء بعد أن نهبه لصوص قدموا من خارج برج باجي مختار، فيما أحرق محل أحد أقاربه لبيع الخردوات عن آخره”. ولكن السيدان بربوشي بوبكر وطاطي حسين، يقولان إن القناعة التي يتقاطع فيها كل الناس ويتفق عليها في برج باجي مختار، هي ”أن الدولة لم تتدخل في الوقت المناسب، أي عندما كانت الأرواح تسقط والمحلات والمنازل والسيارات تتعرض للحرق، ولو تدخلت بسرعة لتم تفادي الخسائر الوخيمة، بالرغم من أن البرج هي منطقة عسكرية، فالقوة التي تدخلت وقامت بوضع حد للأحداث الدامية، هي قوات مكافحة الشغب التي تم استقدامها من الرغاية بولاية الجزائر”.
صدمة قوات مكافحة الشغب
ما وقفنا عليه في الأحياء التي سقطت بها أرواح، كحي هواري بومدين والحي الوردي، هو أنه على بعد كل 20 مترا توجد فرقة لمكافحة الشغب، يتولى عناصرها حراسة مداخل ومخارج الحي، ومنافذ أخرى، وهم مدعمين بعصيهم وسلاحهم تحسبا لاندلاع مواجهات بين أبناء المنطقة الفرقاء، ولو أن الرواية التي يرددها سكان برج باجي مختار المصادفة لوصول قوات مكافحة الشغب، هي أن هؤلاء الشباب لم يصدقوا بتاتا أن برج باجي مختار هي جزء من التراب الجزائري، وذلك بعد أن وقفوا على مظاهر التخلف المتجلية في درجة الصفر للتنمية، حيث لا طرقات ولا مؤسسات ولا بنيات تحتية ولا أماكن للترفيه.
ولكن النزاع القبلي العشائري الدائر بين فرقاء برج باجي مختار من التوارق والعرب، ترك ارتداداته على عرب وتوارق الصحراء ومدن أخرى، حتى تحوّل عمق الصحراء إلى ساحة حرب لتصفية الحسابات، وعسكر الخوف على البدو الرحل وباقي التجمعات السكانية، فقد لجأ التوارق إلى حيلة حجز العرب في عمق الصحراء والدخول بهم أحيانا إلى تراب مالي واستعمالهم كورقة للضغط على العرب المتسببين في تهجير التوارق من ديارهم ببرج باجي مختار. فالتوارق بشكل عام، يسيطرون على النقل، فيما يستحوذ العرب على التجارة. وحين أثير الحديث في برج باجي مختار عن الجماعات التي تترصد المسافرين على مستوى الخط الرابط بين البرج وتمنراست، والذي ظل مقطوعا لمدة تقارب الشهر بعد حادثة القتل التي ذهب ضحيتها أحد الناقلين، أشار علينا أحد المسؤولين بأنه بإمكاننا التنقل إلى تمنراست من غير خوف، لأن الأمر لا يتعلق بالمافيا، بل بالتوارق الذين يسيطرون على عمق الصحراء. وأن حدث وتعرضت لمكروه، فإن توارق البرج يتحمّلون المسؤولية. وفعلا، سلكنا الطريق المؤدي إلى تمنراست عند عودتنا، ولم نلتق بهذه المجموعات، بقدر ما وجدنا في طريقنا سيارة محروقة.
لكن ما هو مفعول الصلح المتحدث عنه في برج باجي مختار وأدرار والجزائر، المتمخض عن الاجتماعات المارطونية التي عقدت مؤخرا، في إنهاء هذا النزاع بين أبناء المنطقة؟
”شكّلنا لجنة وأخمدنا الفتنة..”
يقول عقباوي حافظ، المدعو الناجي، عضو لجنة الصلح الولائية بأدرار ”نحن من أوقف نار الفتنة بالتنسيق مع اللجنة الولائية، وعلى رأسها منسق اللجان الولائية والمحلية العربي أحمد. فحين وصلنا إلى برج باجي مختار، كانت الفتنة وصلت إلى 95 بالمائة، ووفّقنا في إخمادها برفقة السيد دحماني مولاي عبد الرحمان سالي، أحد أعيان وشرفاء المنطقة بسالي بدائرة رڤان”، وأضاف ”نحن من نفس القبائل العربية والترقية والمشايخ والشرفاء، حيث جمعنا 5 أعضاء من التوارق و5 من العرب واتفقنا على توقيف نار الفتنة، وتم التطرق إلى نقاط حساسة، منها أننا قمنا بتجميع سكان الحي الوردي بعد أن قسمنا اللجنة إلى قسمين، توارق وعرب. ودعا التوارق أهلهم إلى الصلح والمصالحة، كما قام العرب بالأمر نفسه، ولكل جهة مطالب، وتكفلت اللجنة برفع المطالب إلى السلطة وإبلاغها بأسباب الفتنة”. فيما أوضح رئيس اللجنة الولائية بن موسى تية، وهو إمام خطيب بولاية أدرار ”يطالب الطوارق بإعادة العائلات الترقية إلى ديارها بعد أن أجبرت على الخروج منها، وكذا المطالبة باستتباب الأمن، وقد ربط التوارق مطلب إطلاق سراح العرب المحتجزين في الصحراء بعودة العائلات الترقية إلى منازلها، وهو ما عملنا على تحقيقه، وساهم ذلك في عودة الهدوء إلى البرج، بينما يطالب العرب بإنهاء التمييز العنصري في برج باجي مختار، على اعتبار أن رئيسي البلدية والدائرة بالبرج هما من التوارق، إلى جانب المطالبة بالعدل في الأعمال الإدارية، كالتشغيل”.
وقال ”إننا شكّلنا لجنة تتكون من 4 أشخاص هم الضمان للصلح في برج باجي مختار، وهما بربوشي حمادة وعقباوي محمد، بصفتهما ممثلين للعرب في برج باجي مختار وسلسلي دايتي والأنصار هودكة بصفتهما ممثلان للتوارق”، مشيرا إلى أنه حتى يكون لهذا الصلح تأثير أتينا لكل عضو في اللجنة المحلية للصلح، سواء من التوارق أو من العرب بأبناء عمومته الأقوياء في أدرار للتأثير فيه.
أئمة وشيوخ زوايا يستنجدون بمكبرات الصوت
ويقدم أعضاء اللجنة الولائية للصلح المجتمع المحلي لبرج باجي مختار، على أنه مجتمع عشائري قبائلي، بدليل أن شيخ العشيرة في أدرار مازال يتمتع بسلطة وسمعة وتأثير، على خلاف الأخبار التي تقول إن عملية الصلح التي تمت كان وراءها مجموعات شبانية ممن كانت تطمح لتنظيم مسيرة في برج باجي مختار، ولرجال الدين وشيوخ الزوايا أيضا الشأن نفسه مثلما هو لشيوخ القبائل والعشائر، حيث صرح مولاي حلاواة عبد القادر وهو شيخ زاوية في أدرار ”أن رجال الدين وبعض الأعيان كان لهم تأثير في هذه الأزمة، فقد استعمل الأئمة وشيوخ الزوايا مكبرات الصوت في شوارع باجي مختار للدعوة للهدوء وكللت العملية بالنجاح”. كما يعترف منسق اللجان الخاصة بالصلح السيد العربي أحمد، الذي يقدمه سكان البرج على أنه لعب دور رجال المطافئ في الأحداث الأخيرة، بأن ”الدعوة للهدوء والهدنة بدأت بأئمة المساجد، بينهم الشيخ معروف الدا وعلي والشيخ بيدة ومولاي دليل والشيخ مولاي حلاواة والشيخ ميد، كانوا يدعون الناس إلى التزام الهدوء والتعقل انطلاقا من الشوارع باستعمال مكبرات الصوت، من غير نسيان رجال الدرك والأمن والوالي الذي حرص مند البداية على إنجاح عملية الصلح”.
ولكن العربي أحمد منسق اللجان، عاد ليؤكد على أن التوارق والعرب أحسا بحجم الخسائر واكتشفا قيمة الاستقرار الذي كان سائدا من قبل، فقد تضرر العرب من جانب حجم الخسائر في عدد المحلات التي قاربت المائة محل تعرض للحرق والسرقة، فيما لحقت بالتوارق خسائر في الأرواح والسيارات والمنازل. ومع ذلك، فإنه يعتبر هذه الأحداث ”نتاج لتصفية حسابات قديمة بين التوارق والعرب، بل ومحاولة لتعميم ونقل الفوضى إلى جنوب البلاد، بما يعني وجود أجندة مرتبة مسبقا، وإلا كيف يمكن أن نصدق أنه بسبب سرقة محل تندلع كل هذه المواجهات”.
هل أصبحت البرج هدفا في مخططات الآخرين؟
ولكن اللافت في الأجواء التي تطبع أحداث برج باجي مختار، هو أن الدولة تريد أن تطوي هذه الصفحة بسرعة، خاصة وأنه خلال اليومين اللذان كنا متواجدين فيهما بباجي مختار، وقفنا على عمليات إحصاء للمحلات والمنازل من قبل الدرك الوطني كل مساء، وذلك في خطوة لتعويض المتضررين، وربما هي خطوة تسبق خطوات أخرى تريد من خلالها الدولة إنهاء الوضع القائم في برج باجي مختار الموروث عن اللامبالاة والاتكال، وملابسات أخرى تتعلق بالتساهل مع دول الجوار، وذلك في سياق تداول أطراف لمعلومات تفيد بأن الدولة استقدمت القوات الخاصة من بسكرة، وسيتم توزيعهم مناصفة على تمنراست وبرج باجي مختار، لأنه لا توجد نار دون دخان، كما يقال، لاسيما وأن مصادر أمنية تشير إلى أن الدولة فهمت الإضراب الذي يشنه عدد من أصحاب الشاحنات لنقل البضائع والوقود على أنه مساومة لخلق نوع من الضغط عليها. فهل أصبحت منطقة باجي مختار هدفا في مخططات الآخرين انطلاقا من مقولة إنك إذا لم تخطط لمستقبلك، ستصبح هدفا في مخططات الآخرين.
فبرج باجي المختار تحوّلت خلال السنوات الأخيرة مستقرا للفارين من الحروب والمجاعات وباقي المصائب الأخرى، كالفيضانات والجفاف، ومأوى لمن لا هوية له. فاستنادا إلى إحصائيات 2008، فإن البرج بلغ بها عدد السكان 19 ألف نسمة، ولكن الحرب في مالي قادت كل الجزائريين المقيمين على التراب المالي إلى الالتحاق ببرج باجي مختار، مثل البدو الرحل، نتيجة الخوف الناجم عن الحرب، ما جعل عدد السكان يتضاعف. لكن ما هي ضمانات هذا الصلح، خاصة وأن هناك من يصف هذا الاتفاق بـ”الضعيف”، وهو نائب رئيس بلدية تيمياوين سابقا محمد بكناوي من التوارق ”فالصلح الذي حدث هو صلح ضعيف، لأن هناك جهة مجبرة على الصلح وجهة تريد الصلح”، ويرى بكناوي أن ”هناك أمورا سياسية واقتصادية وراء هذا النزاع، إذ أن حركة التوحيد والجهاد التي يرأسها جماعة العرب من الصحراء من أجل تدعيم العرب في البرج، وتوارق البرج يدعمونهم توارق الأزواد”، مشيرا إلى أن الذي يحكم المنطقة اليوم هو من يتحكم في المخدرات والأموال والأسلحة، وكلا من العرب والتوارق لهم امتداد حتى في تومبوكتو.
معادن نفيسة حوّل المنطقة إلى بؤرة توتر
بينما يرى الدكتور قنطاري محمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة وهران، وهو خبير في الشؤون العسكرية، أن هذا النزاع القبائلي يندرج ضمن المخططات الاستراتجية الفرنسية الهادفة إلى زعزعة الاستقرار العرقي والديني واللغوي على حدود أقصى الجنوب الجزائري، بإثارة النعرة القبائلية والعشائرية بين أبناء المنطقة ضمن سياسة ”فرق تسد”. فهو مخطط يندرج ضمن صراع النفود الأجنبي في الحروب الاقتصادية والإعلامية بشمال مالي بصفة خاصة، والساحل الإفريقي بصفة عامة، خاصة بعد اكتشاف اليورانيوم بأقصى الجنوب نحو النيجر والذهب والبترول على مستوى العرق الممتد من أقصى الجنوب الجزائري إلى النيجر، ومعادن نفيسة أخرى على الحدود الجزائرية المالية، وخاصة الذهب.
”هناك من يعمل في مالي لصالح جهات خارجية”
وقد شكّلت منطقة باجي مختار، وهو شهيد ثورة التحرير من ولاية عنابة، مركز اتصال هام بعد تشكّل جبهة مالي للثورة بمعية بوتفليقة، شريف مساعدية وأحمد درارة، ولاسيما بعد سنة 1959 إلى غاية الاستقلال، فهي حلقة هامة في تمرير الأسلحة من إفريقيا إلى ولايات الشمال، ونقطة مناسبة لتحرك الثوار من البرج إلى أدرار، وصولا إلى تمنراست، وذلك ردا على الدعاية الاستعمارية التي كانت تردد بأن حدود الجزائر الجنوبية لا تتعدى المنيعة. ويرى سليمان حكوم الذي يعكف على إصدار كتاب عن القبائل الصحراوية، أن وراء هذه الصراعات مصالح تهريب، تستغلها القوافل المتاجرة بالمخدرات. ”ففي مالي، هناك من يعمل لصالح جهات دولية، كالمافيا الاقتصادية الدولية، لأجل خلق بؤر توتر للجزائر، فلم تقع من قبل نزاعات أو حروب بين القبائل، وكل ما كان هي حروب على المراعي والماء، والأطماع الاقتصادية والمنفعية هي التي حركت هذه النزاعات. ففي 1638، تم التوقيع على وثيقة صلح بين جميع قبائل الصحراء الغربية والجنوبية، وهذا الصلح لا يزال ساريا إلى غاية اليوم، بين هذه القبائل البرابيش، الخنافسة، المحارزة، كيل آغلة، وقبائل من شمال مالي كالعربية، قبائل فولان، والأزواد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كرامتي فوق كل شيء
Admin
كرامتي فوق كل شيء


عدد المساهمات : 561
تاريخ التسجيل : 24/08/2013
العمر : 32

النار هدأت لكنها لم تنطفئ ببرج باجي مختار Empty
مُساهمةموضوع: رد: النار هدأت لكنها لم تنطفئ ببرج باجي مختار   النار هدأت لكنها لم تنطفئ ببرج باجي مختار I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 02, 2013 11:28 am

شكرا على الخبر حنونة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://zed15.yoo7.com
 
النار هدأت لكنها لم تنطفئ ببرج باجي مختار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  طلائع القوات الدولية تصل جنوب السودان وجوبا تتعهد بوقف إطلاق النار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اولاد زيد :: منتدى اولاد زيد الثقافي والاخباري :: منتدى السياسة والاخبار-
انتقل الى: